للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفات أو أحاديث الصفات أو متعلقاً بأي خبر عربي، كلهم يتفقون فيقولون مثلاً الأصل في كل جملة عربية أَن تُحمل على الحقيقة وليس على المجاز, فإذا تعذرت الحقيقة حينئذٍ يقولون نصير إلى المجاز, فالآن هذه القاعدة المتفق عليها بين السلف والخلف نحن في هذه القاعدة فنقول لهم: العرب الأولون الصحابة الذين قصد السائل فهمهم لتلك النصوص هم ماشون على هذه القاعدة التي عليها الخلف فضلاً عن السلف, فإذاً حينما قال الله عز وجل: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (الفجر:٢٢).

ما الذي يفهمه العربي فيما يتعلق بالملائكة مثلاً من كلمة جاء الملائكة هل يفهم التأويل المعنى المؤَول أم يفهم المعنى الحقيقي؟ لا شك أن الجوب سيكون يفهم المعنى الحقيقي، سنقول له أعطنا نص أن الصحابة فسروا مجيء الملائكة بالمعنى الحقيقي، لن يستطيع أن يصل إلى ذلك أبداً لماذا؟ لأن الأمر واضح لديهم يمشون على قاعدة علمية مجمع عليها -ليس فقط بين السلف بل والخلف أيضاً-, فما كان قولهم عن هذا المثال السهل البسيط هو نفس جوابنا على السؤال الذي أوضحته أو وجهته آنفاً.

الحقيقة والحق نقول أن هؤلاء المعطلة هم يعني متأثرون بعلم المنطق الذي يخرج كثيرًاً أصحابَه من دائرة الاتباع إلى دائرة الابتداع, فحينما يوردون هذا السؤال معنى ذلك أنه ليس هناك ضابط لفهم نصوص الشريعة إطلاقاً لأنه لا يمكننا أن نتصور إلا أن كل من يدعي العلم سواء كان سلفياً أو كان خلفياً لا بد له أن يفسر نصًّا في القرآن أو في السنة على القاعدة المذكورة آنفاً وهي الأصل الحقيقة وليس المجاز, فعندما يأتينا أي خلفي من هؤلاء ويفسر لنا تفسيراً ما لنص ما نقول له ما هو مستندك في هذا التفسير؟ هل عندك نص عن الصحابة عن

<<  <  ج: ص:  >  >>