تتأول هذه، يمكن أن تؤول في بعض الأمكنة، لكن التأويل هناك لا يعطل الصفة، ولذلك أنا أذكر أني سألتك: هل تعتقد أن لله يدين؟ ما سمعت منك جواباً، مع أن هذه الآية لا تتأول {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ومن عجائب أحاديث الرسول عليه السلام حينما قال وكثيرا ًما سُئلت عن هذا القول: «كلتا يدي ربي يمين» كيف؟
كان الجواب: هذا السؤال هو الذي أنكره الإمام مالك، كيف؟ أنت بتسأل عن الكيف هذا أولاً، وثانياً هذا الحديث يؤكد عموم النص القرآني:(ليس كمثله شيء) البشر لهم يمين ولهم شمال، لكن الله ليس كمثله شيء فكلتا يدي ربي يمين، هذا تأكيد للتنزيه، فإذاً: لله يدان لا تشبهان أيدي المخلوقات.
مداخلة: نصيغ السؤال بصيغة أخرى: هل هذا التفسير معروف قبل ابن
تيمية؟
الشيخ: كيف لا يا أخي الله يهديك.
مداخلة: الأئمة الأربعة ماذا يقولون في الأسماء والصفات؟
الشيخ: هكذا يقولون كما يقول السلف: الإيمان بالصفات بمعانيها الحقيقية بدون تكييف.
مداخلة: والله الشافعي سئل عن هذا فيما أعلم بصريح لفظه قال: أمروها كما جاءت، فهمنا من هذه العبارة أنه يفوض.
الشيخ: أنا أفهم من هذه العبارة أنه ما يؤول، فيه معنيين هنا: أمروها كما جاءت بدون فهم، هذا الذي تقوله أنت، أنا أقول: أمروها كما جاءت بدون تأويل، يعني: مشوها على ظاهرها، ماذا تفهموا منها؟ هذا هو المعنى العربي، وهذا يلتقي مع قول مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول.