للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: صحيح.

الشيخ: فإذاً: التمسك بهذا اللفظ لا يفيدهم شيئاً.

وأرجو إخواننا أن يحفظوا كلمة كنت قرأتها في رسالة لا تزال مخطوطة من كلام الخطيب البغدادي، وربما نقلت في بعض الكتب: ما يقال في الصفات يقال في الذات سلباً وإثباتاً.

هل تقول في الله موجود ولاّ؟ موجود.

إذا قلت إنه موجود، وقد أوضحنا المقصود من لفظة الموجود، هل يلزم من ذلك مشابهة الخالق بالمخلوق؟

الجواب: لا.

كذلك قل في الصفات ما تقول في الذات، تستريح من كل هذه المناقشات؛ لأنه الحقيقة الدخول في تفاصيل هذه المسائل والتناقش فيها مضلة؛ لأن كثير من الناس قد أوتوا منطقاً وأُوتوا جدلاً، وناس آخرون لم يعطوا علماً ولم يُعطوا جدلاً، وعندهم سلامة وعقيدة صحيحة، لكن ذلك المجادل قد يتغلب عليه بجدله؛ بسبب سلامة علم هذا الإنسان وقلبه.

ولذلك فعلى كل مسلم أن يحفظ هذه القاعدة وهي قائمة على الآية السابقة: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:١١).

يقال في الصفات ما يقال في الذات سلباً وإثباتاً، حينذاك تستريح من أي مناقشة قد تضطر للدخول فيها وأنت غير مستعد لها.

" الهدى والنور" (٢٨١/ ٣٣: ٠٠: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>