إلا أن فيهم ناساً مخلصين إذا أتيح لهم من ينبههم ينتبهوا، الشعراوي يبدو ليس من هؤلاء، ومنذ سنين صدروه للكلام في الإذاعة وأخذ بألباب كثير من المستمعين إليه، وكان من هؤلاء أحد إخواننا السلفيين، وهو يحكي من شدة إعجابه به له صاحب له سيارة، أركب الشيخ الشعراوي يوصله إلى مكان وكان صاحبنا معه، خطر في باله خاطرة جيدة أن هذا الشيخ الذي نحن نسر بإلقائه وكلامه على الآيات وإعجاز القرآن بالنسبة لعلم الحديث .. خطر بباله أن يسأله يراه سلفي العقيدة أم لا؟
قال له: ما رأي فضيلة الشيخ في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(طه:٥) هل يوصف ربنا بأن له صفة علو، فثار عليه ثورة أن الله ليس له مكان وليس له زمان والله في كل مكان، الضلالة التي تعرفها ليست في عامة المسلمين فقط بل وفي كثير من خاصتهم، فهو منحرف عن العقيدة، وكثيراً [ما] يتأول فعلاً الآيات بتآويل من أجل تناسب مفاهيم العصر الحاضر، أما أسلوبه فالمصريين يمتازون فيما ظهر لي على الشعوب الإسلامية بطلاقة اللسان وبحسن أسلوب الكلام، عندهم الاستطاعة أن يسيطروا على الناس، والشعراوي من هذا القبيل لكن لا يؤخذ منه العلم؛ لأن العلم شيء والأسلوب شيء ...
فأناس عندهم العلم صحيح وما عندهم الأسلوب الصحيح، وهذا بالعكس عنده أسلوب جيد جذاب لكن ليس عنده علم صحيح، ولذلك فالذي يريد أن يستمع إليه مأخوذ بروعة أسلوبه يجب أن يأخذ حذره من أن يتلقن منه ما ليس بصحيح.