للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا طار هذا الطير وهو الطير نفسه لو سُئل: «لماذا طرت يميناً» ما يدري، إذا طار يميناً فسفره ميمون، وإذا طار شمالاً فسفره مشؤوم، هذه عادة الجاهلية.

طار شمالاً يعود إلى بيته كل التخطيط الذي وضعه في هذا السفر يبطل بمجرد طيران الطير شمالاً ويساراً، فالرسول عليه السلام أبطل هذه الطِّيَرة، لكن ما أبطلها كشيء يصدر من الإنسان فجأة دون تفكير، دون تخطيط، لكن أبطل التجاوب مع الطيرة، فقال: لا يصدنكم.

مثلاً إنسان أيضاً عزم على سفر، خرج من بيته آخذ الشنطة معه .. إلى آخره، وإذا بواحد يتشاجر مع شخص آخر، فيقول له: الله لا يوفقك. تجي طق في أذنه، يتشاءم منها، ويرجع، لكن لو كان مسلم متأدب بآداب الرسول لا يرجع، كلمة جاءت على الطاير مثل ذاك الطير، ما هو تأثيرها؟ ليس لها تأثير، لذلك قال عليه السلام: «لا يصدنكم»، فأنت سمعت كلمة فيها تشاؤم، لا تتجاوب معها، كونك تشاءمت لأول وهلة ما عليك مؤاخذة، لكن إذا تجاوبت معها فهنا تأتي المؤاخذة.

والآن يأتي الشاهد: قال: «يا رسول الله! عندي جارية ترعى غنماً لي في أحد، فسطا الذئب يوماً على غنمي» افترس الذئب ما شاء الله من غنم هذا الرجل.

قال: «وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فصككتها صكةً» أين كنتي؟! غافلة .. نائمة .. إلى آخره، حتى سطا الذئب على غنمي، طبعاً هو صكها هذه الصكة ثم ندم، لذلك يقول في تمام سؤاله: «وعليّ عتق رقبة» كأنه يقول: أَعِتْقُهَا يجوز لي كفارة؟ قال: «ائت بها» فلما جاءت قال لها عليه الصلاة والسلام: «أين الله؟ قالت: في السماء، قال لها: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال لسيدها: اعتقها فإنها مؤمنة».

<<  <  ج: ص:  >  >>