للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذاتك كذات الله أو ذات الله كذاتك؟ ستقول حاشى لله، ذاته ليست كالذوات، وبالتالي صفاته ليست كسائر صفات المخلوقات، إذاً انتهت المشكلة يا جماعة .. يقال في الذات ما يقال في الصفات، يقال في الصفات ما يقال في الذات إيجاباً وسلباً الله ذات له كل صفات الكمال ومنزه عن كل صفات النقص، ذلك قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:١١) فهو سميع وبصير صدق الله، لكن سمعه ليس كسمعنا، بصره ليس كبصرنا، لا بد لهؤلاء المجادلين بالباطل والمتسترين بكلام ظاهره حق وباطنه باطل، لا بد لهؤلاء أن ينكروا كل صفات الله عز وجل، لماذا؟ لأن وصف الله بهذه الصفات في الغالب فيها اشتراك لفظي ليس حقيقي معنوي، الله عز وجل قال عن آدم {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان:٢) وَوَصْفُه نفسَه بأنه سميع بصير، إذاً انتهى الوقت؟

إذاً ننهي هذا الكلام فنقول: إذا كان الله عز وجل قال: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:١١) ووصف آدم عليه السلام بأنه جعله سميعاً بصيراً، فعلى طريقة هؤلاء الأحباش وأمثالهم من المعطلة لا بد من أحد شيئين: إما أن نقول إن الله ليس كما قال: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:١١)؛ لأنه قال في آدم: {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان:٢) أو أن نقول لا هو كما وصف به نفسه لكن قوله في آدم {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان:٢) ليس كذلك فلا بد من تعطيل أحد الوصفين إما ما كان منهما متعلقاً بالله عز وجل وهذا كفر، وإما ما كان متعلقاً بوصف الله لآدم عليه السلام بأنه جعله سميعاً بصيراً إنكار أيضاً هذا فهو كفر فهم دائرون ما بين كفر وكفر وذلك عاقبة من لا يتبع السلف الصالح، ولذلك قيل:

وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف

<<  <  ج: ص:  >  >>