الأرض، هذا أولاً لا يستوي أن نقول أن الله في السماء بأن نقول أن الله في الأرض لأن هذا ليس منقولاً.
ثانياً: المعنى الذي فسرناه آنفاً لا محظور منه، كما يترتب المحظور على قولنا الله في الأرض، هذا إذا فسرنا «في» وجعلناها على بابها، نكون فسرنا السماء بمعنى العلو المطلق حينئذ تلتقي الآيات الأخرى التي تثبت العلو لله عز وجل مع هذه الآية ماشي، وإما أن نقول هنا «في» بمعنى «على»، وكما نقول أيضاً كما تعلمنا من أهل العلم أن حروف الجر يكون بعضها [بمعنى بعض] خاصة في مثل هذا المكان، فيقال الله في السماء؛ أي بمعنى:«على» فعلى هذا هي محل «في»، أو العكس في محل «على»، وهذا له شواهد كثيرة في الكتاب والسنة في آية {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النَّخْلِ}(طه:٧١)، {فَسِيرُوا في الأَرْضِ}(آل عمران:١٣٧)، «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»«من في الأرض» لا يعني جوف الأرض؛ إنما على الأرض «يرحمكم من في السماء» لا يعني من هو في جوف السماء المخلوقة، وإنما على السماء.
ولهذا السبب تجد المعطلة في العصر الحاضر وعلى رأسهم هذا السخاف بحق ... ، ينكر صحة هذا الحديث لأنه بالنسبة إليه قاصمة ظهره؛ لأنه «ارحموا من في الأرض» ما بيقدر يفسر في بمعنى الديدان والحشرات التي في الأرض وإنما هذه الأنعام التي ذللها الله لنا وخلقها من أجلنا، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، فكما أنه ارحموا من «في» هنا تعني «على» يرحمكم من في السماء؛ تعني:«على»؛ لذلك صب جهده لتضعيف هذا الحديث علماً بأنه صححه حتى الذين هم سبقوه إلى مثل هذا التعطيل لأنهم حديثياً ما وجدوا سبيلاً لتضعيفه، ... حتى الغماريين الذي هو ذَنَبٌ لهم هم يصححون هذا الحديث.