للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحاديث الضعيفة التي وردت في كتاب ابن كثير، وأنهما اقتصرا على الأحاديث الصحيحة فقط! والواقع يشهد بخلاف قولهما؛ إذ هما جاهلان بهذا العلم، والأول منهما أنا من أعرف الناس به؛ فقد عاش في الدعوة السلفية عشرات السنين، وكان يحضر دروسي في حلب وغيرها، واستفاد منها ما شاء الله تعالى إلا هذا العلم! وكتابه هذا المختصر أكبر دليل على ذلك.

وأما الآخر: الصابوني؛ فأمره أوضح؛ فإنه أشعري خَلَفِيّ مُر! وقد تقدمت بعض النماذج الأخرى التي، تدل على ما ذكرنا من جهلهما وافتئاتهما على هذا العلم .. وقد زاد الرفاعي على زميله الصابوني سيئة أخرى، وذلك أنه صرح بصحة الحديث في " فهرس الأحاديث " الذي وضعه في آخر المجلد، وبناء عليه قال معلقاً على الحديث (١/ ١٢٠):

فما قول من يقول: إن من يعتقد عقيدة بحديث آحاد فهو آثم؟! مع أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - شهد للذين صدقوا خبر الواحد بأنهم رجال يؤمنون بالغيب ".

وأقول: العقيدةْ التي أشار إليها صحيحة، ولنا في تأييدها رسالتان مطبوعتان، وبهما عرف هو وغيره صحتها، والحمد لله؛ لكن لا يجوز أن يستدل عليها بما لم يصح عنه - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ إلا على مذهب بعض الفرق الضالة: "نحن لا نكذب على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ وإنما نكذب له"! ومع الأسف؛ فلهؤلاء أذناب في العصر الحاضر {ولتَعْرِفَنهُمْ في لَحْنِ لقَوْلِ}.

"الضعيفة" (١٢/ ١/٣٤٦ - ٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>