للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟! قال: هي ما أنا عليه وأصحابي».

فأرجو أن تقفي معي عند هذه الكلمة، وهي أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وصف الفرقة الناجية التي هي فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا هذه الفرقة الناجية، وصفها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، بأنها هي التي تكون على ما كان عليه الرسول عليه السلام، ليس هذا فقط، بل أضاف إلى ذلك قوله: «وأصحابي»، ولا شك أن التمسك بسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وحدها هو الكافي، وهو الهدي والنور.

ولكن ما دام أن بيننا وبين النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أربعة عشر قرناً، وهناك الفرق الكثيرة التي أشار إليها الرسول عليها السلام في الحديث السابق، فيجب على المسلم فوق اعترافه أو تعرّفه على السنة، أن يتعرف على ما كان عليه الصحابة، ولذلك قال عليه السلام: «هي التي على ما أنا عليه وأصحابي» ذلك لأن أصحاب الرسول عليه السلام تلقوا البيان منه - صلى الله عليه وآله وسلم - للشريعة، من فمه غضاً طرياً، أما نحن فبيننا وبينه عليه السلام وسائط كثيرة، وهذه الوسائط من أجل تمييز ما يجوز التمسك بها مما لا يجوز، أو ما يجوز الاحتجاج بها مما لا يجوز، وُجِد علم اسمه علم الحديث، واسمه علم التجريح والتعديل، ولذلك فإذا ما أردنا أن نعرف ما كان عليه الرسول عليه السلام، فنحن نعرفه من طريق علماء الحديث الذين يصلوننا بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وما كان عليه أصحابه الكرام.

بعد هذه المقدمة الوجيزة نأتي إلى ذلك المثال ... وهو حديث الجارية الثابت في كتب السنة الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سأل الجارية: أين الله؟ فقالت: في السماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>