«ارحموا من في الأرض يرحكم من في السماء»، {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ}(الملك:١٦)، آيات وأحاديث كثيرة فضلا عن أقوال السلف الصالح التي تجمع كلها على إنكار هذه الضلالة: إن الله عز وجل في كل مكان، وإثبات أن الله عز وجل ليس له مكان، وإنما هو كما قال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(طه:٥)، وفسروا استوى بمعنى: استعلى، أما أولئك الذين جعلوا الله في كل مكان فتأولوا الآية وعطلوها خلاف المنهج في تفسير القرآن الذي ذكرته لكم آنفا، حيث قالوا استوى: أي استولى.
هذا مع أنه تفسير خلفي ليس له أصل في أي كلمة من كلمات السلف الصالح، فبالإضافة إلى ذلك هو مخالف لتفسير السلف الصالح فهذه الآية {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(طه:٥).
أي: استعلى، هكذا فسره السلف، وجملة الإمام مالك رحمه الله إمام دار الهجرة حينما جاءه ذاك السائل يقول له: يا مالك، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(طه:٥) كيف استوى؟
قال: الاستواء معلوم أي وهو العلو والارتفاع، والكيف أي الذي أنت تسال