للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالثة وهي موضع الشاهد: وهو معهم بعلمه: أي: السؤال السابق: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (الحديد:٤) بعلمه، ليس بذاته، وأنا أستغرب مثل هذا السؤال وبعد ذاك البيان: بأن القول بأن الله بذاته في كل مكان، هذا باطل شرعا وعقلا.

إذن لا ينبغي أن يسبق إلى ذهن السائل أنه {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (الحديد:٤) يعني بذاته، هذا معنى يترفع عن أن يراه المسلم في منامه، وليس في يقظته، لماذا؟

نحن الآن في بيت، في مكان هو من خير البقاع كما جاء في الصحيح عن رسول الله: أنه سئل عن خبر البقاع وشر البقاع، قال: «خير البقاع المساجد، وشر البقاع، الأسواق».

كبقعة كبيرة، لكن في السوق، في السوق في أماكن هي شر من السوق، هي المراحيض مثلا، فالسوق مكان من شر البقاع كما سمعتم وأشر من هذا الشر هي المراحيض، قد يكون في بعض الأسواق بارات، خمارات، بيوت الزنا والعهرو ... و .. الخ.

هل الله عز وجل بذاته في هذا الأماكن: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (الحديد:٤) حاشا، لكن هو فوق عرشه كما قال عبد الله بن المبارك، لكن هو معكم بعلمه؛ فلا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.

إذن لا تُشْكِلن هذه الآية على أحد أن المقصود بها: ذات الله، ذات الله مستغن عن مخلوقات الله كلها، «كان الله ولا شيء معه».

إذن: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (الحديد:٤)، هو معكم بعلمه أينما كنتم، لا يقول الإنسان: والله أنا بين جدران أربعة في حجب بيني وبين ربى فلا يراني، لا،

<<  <  ج: ص:  >  >>