للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أول الأمر في حينما سألت عن قوله تعالى: {عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} (المطففين:٢٣).

هل هذا معنى ينظرون إلى ربهم؟ الجواب نعم, لكن هناك نصوص أوضح في إثبات أصل الرؤية من هذه الآية وهذا ليس بحاجة الآن لسنا بحاجة لأن نذكر شيئاً منها لأني لا أعتقد أحداً من الحاضرين على الأقل عنده شك في أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة, حتى الذين ينكرون الصفات بطريق تأويلها كالأشاعرة والماتريدية مثلاً مما يحتجون به وتقام الحجة عليهم أنهم يؤمنون برؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة خلافاً للمعتزلة وخلافاً للخوارج هؤلاء المعتزلة والخوارج ينكرون أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة, أما الماتريدية والأشعرية فهم يشاركون أهل السنة أهل الحديث في إيمانهم في أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة.

هنا تأتي حجة هي قاصمة ظهر المنكرين لاستواء الله عز وجل على عرشه واستعلائه على مخلوقاته، ذلك لأن هذه الرؤية التي اشترك الماتريدية والأشاعرة مع أهل الحديث في الإيمان بها تستلزم إثبات علو الله عز وجل.

وهم ينكرون العلو، يقال لهم: كيف تنكرون علو الله على خلقه ومع ذلك تثبتون رؤية المؤمنين لربهم، فكيف تعقلون رؤية المؤمنين لربهم وأنتم تنكرون علو الله عز وجل على خلقه؟

هذا تنافر وتضاد ولذلك الآن تجد ذاك الرجل الذي يعني ملأت رائحته الكريهة أنوف المؤمنين جميعاً لا يتعرض إطلاقاً لإثبات هذه العقيدة وهي عقيدة رؤية المؤمنين رؤية المؤمنين لرب العالمين مع أن عقيدة الأشاعرة وعقيدة الماتريدية لماذا؟ لأن هذه العقيدة وحدها تكفي لإبطال قولهم: الله عز وجل ليس فوق العرش وليس فوق المخلوقات كلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>