والإباضية ينكرون القدر:{ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}(الأنعام:٩٦) ينكرون رؤية الله في الآخرة، لكن لا ينكرون الآيات سواء ما كان منها في القدر أو ما كان منها في رؤية الله لكنهم يتأولونها يلفون يدورون عليها حتى تُطابِق أهواءهم.
فإذاً: هم يقولون بالكتاب والسنة لكن يخالفون ما كان عليه السلف الصالح، هذا السلف هم المعنِيُّون بقوله تبارك وتعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَا لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}(النساء:١١٥) فسبيل المؤمنين: هم السلف الصالح، ولذلك فلا يكفي أولئك القدامى والمُحدثين أن يقولوا: على الكتاب والسنة ثم هم يتلاعبون بمعاني هذه الآيات ويأتون بمعاني جديدة لتتفق مع أهوائهم، مثال بسيط جداً ولا نطيل الحديث حوله، قال تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}(القيامة:٢٢ - ٢٣) المعتزلة ينكرون هذه المِنَّة .. هذه الفضيلة الإلهية التي يمتن بها الله على عباده في جنة النعيم، حيث يرونه كما قال أحد العلماء الأفاضل:
يراه المؤمنون بغير كيف وتشبيه وضرب من مثال
فهل أنكروا الآية؟ لا لم ينكروا الآية لكن قالوا:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}(القيامة:٢٢ - ٢٣) أي: إلى نعيم ربها ناظرة، لفوا على الآية وأنكروا حقيقتها، إذا ما جوبهوا بالأحاديث الصحيحة، كمثل قوله عليه السلام في تفسير الآية الكريمة:{الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}(يونس:٢٦) قال عليه السلام والحديث في صحيح مسلم من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -:
«لهم الحسنى: الجنة، وزيادة: رؤية الله في الآخرة» هذه الزيادة، والحديث الآخر وهو أشهر من الأول:«إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون» وفي رواية: «لا تضارُّون في رؤيته» إذا جوبهوا بهذا الحديث