للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يراه المؤمنون بغير كيفٍ وتشبيهٍ وضربٍ بالمثال

رؤيته في الدنيا مناماً عبارة عن رؤيا صورة خيالية لا حقيقية؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد صحَّ عنه أنه قال في صحيح مسلم، وقد ذكر الدجال الأكبر المعروف لديكم شيء من صفاته، منها قوله عليه السلام فيه: «إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت». يعني قدم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - للمسلمين المؤمنين حتى لا يغتروا بدعوى هذا الدجال الأكبر، أنه يقول هو الرب، «ربكم ليس بأعور»: هذه أول صفة، تستطيعون أن تقولون هذا هو الدجال الأكبر، ربكم له كل صفات الكمال، وهذا له هذه الصفة الناقصة المتجلية، إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور.

ثم صفة أخرى: «إن أحدكم لن يرى ربه» [حصل هنا انقطاع صوتي] (١) وهذا يدَّعي أنه ربكم.

إذاً: ليس هو بربكم.

إذاً: إذا كان .. قد أخبر الرسول أنه لن يرى أحدنا ربه إلا في يوم القيامة، وسنكون من هؤلاء المؤمنين إن شاء الله، فإذا رآه في المنام، فلا يرى حقيقةَ ربِّ العالمين، وإنما يرى صورةً خياليةً مثاليةً، ليست حقيقة، إن رأى أحدٌ ربه في المنام، وكان مخلصاً صادقاً، كما ينقل عن إمام السنة الإمام أحمد والله أعلم بصحة الرواية عنه.

" الهدى والنور" (٩٣/ ٣٣: ٥٤: ٠٠)


(١) من الواضح أن الشيخ رحمه الله بَيَّن هنا أن من الصفات التي يعرف بها الدجال: أنه يُرى في الدنيا، فقد قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث الدجال: «تعلّموا أنه لن يرى أحدٌ منكم ربه عز وجل حتى يموت» (مسلم) (٧٥٤٠)، فكون الدجال يُرى في الدنيا من الأدلة على أنه ليس بربنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>