للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرش .. هل هو القلم .. هل هو الماء؟ إلى آخره، فإذًا هناك شيء متفق عليه أنه يوجد أول مخلوق، يوجد شيء مختلف فيه، ما هو هذا الأول من المخلوقات؟ قيل وقيل.

والصريح كما ذكرنا آنفًا: أول ما خلق الله القلم، نعم.

مداخلة: شيخ! ... هذا الحديث: بعضهم يقول: أنه ليس فيه دلالة صريحة، وهم يؤولونها ويقولون: أن فيه ممكن يكون بالمفهوم: «أول ما خلق الله القلم وقال له اكتب» يعني: كما يقول: أول ما دخل فلان من الباب قال له: افعل كذا، يقول: ليس فيه دلالة على ..

الشيخ: انظر انظر أنت غيَّرت العبارة، أول ما خلق قال، الحديث ليس هكذا «أول ما خلق الله القلم» جملة تامة، فقال استئناف كلام .. أما لو قال: "قال" هنا يرد الشبهة التي أنت ذكرتها.

مداخلة: واو الآن عاطفة ..

الشيخ: ما هو المتبادر؟ نرجع للقواعد؟ ما هو المتبادر من قوله عليه السلام: «أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة» كلها جمل مرتبطة بعضها في بعض، ثم هب أن القضية فيها احتمال أن يقول: الماء أول مخلوق، أو العرش أول مخلوق، ما فيها احتمال؟

مداخلة: فيها.

الشيخ: فيها احتمال، فأي الاحتمالين يعني: أقوى بحيث يجعل الدليل أضعف، لا شك أن الذي ما فيه ذرة تأول أضعف، وهذا أقوى، والله أعلم، نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>