الكهان في الجاهلية كانوا لهم قرناء من الجن، وأن القرين من الجن كان يصعد إلى السماء ويسترق السمع مما يجري هناك بين الملائكة فيختطف الكلمة وينزل بها فيقرها ويلقيها في أذن قرينه من الإنس لكنه يكون قد زاد فيها تسعة وتسعين كذبة، فيحدث هذا القرين الإنسي بني جنسه من البشر بمائة خبر أوحى ذلك إليه قرينه من الجن خبرًا واحداً صحيحاً؛ لأنه سمعه من الملائكة، وبقية المائة كله كذب، فيصدق في الخبر الواحد ويكذب في سائر الأخبار.
كان هذا الاتصال بين الإنس والجن سبب استغلال الإنس من هذا القبيل من الإنس بالجن، وهذا كما يقال يعيد التاريخ نفسه في هذا الزمن، فلا بد أنكم قرأتم في الجرائد والمجلات وخاصة مجلة المسلمون أخيرًا حيث تابعت هذا الموضوع بشيء من السعة والفائدة فالشاهد: نعتقد يمكن - أخيرًا أقول -: أن يتصل الإنسي بالجني، لكن هذا لا يعني جواز ذلك، كما أنه يمكن لرجل مسلم أن يتصل بالمرأة الكافرة، لكن هل يجوز شرعًا؟ طبعًا لا يجوز شرعًا.
إذا عرفنا هذا فهناك أمور تذكر في التاريخ يثبت إمكان اتصال الإنسي بالجني والتزاوج أيضًا لكن هذا يعود إلى خبر أولئك الذين يدعون التزاوج بينهم وبين الجنية مثلًا، لقد ذكر الحافظ الدمشقي ابن الذهبي في كتابه: ميزان الاعتدال في نقد الرجال، في ترجمة محمد بن محمد بن عربي - وليس ابن العربي - بن عربي النكرة وهو صاحب الكتب الممتلئة بالضلال كمثل الفتوحات المكية وفصوص الحكم ونحوها، ذكر في ترجمته ما في كتبه من الشطحات التي يسمونها الصوفية بالشطحات، ونحن نقول: ما فيها من الضلالات والكفريات.
ثم ذكر أنه كان من اعتقاده أنه لا يمكن للإنسي أن يتزاوج في الجني، فَرُئي يومًا وقد شد رأسه بعصابة، فقيل له: ما بالك؟ قال: تزوجت امرأة من الجن