للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثه بما جرى بينه وبين الشيطان قال: «صدقك وهو كذوب».

فالشاهد: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} (الأعراف:٢٧) على خلقتهم الطبيعية التي خلقهم الله عليها، أما إذا تصوروا ببعض الصور الأخرى فهذا ممكن أن يروه عليها، لكن كما قلت هذه الرؤية لا تحدد شخصية المرء أمام الإنسان، فقد يتمثل بصورة أخرى، من هذا القبيل الحيات التي تخرج في الدور فإنها قد تكون من الجآن؛ لأنه تصور بصورة الجآن.

ولهذا جاء الأحاديث تنهى المسلم عن قتل الجآن الذي يخرج في الدور، إلا بعد الإنذار ثلاث مرات، وكان ذلك بعد حادثة ذاك الشاب الأنصاري الذي كان حديث عهد بالعرس، فخرج من داره ثم عاد إليها وإذا زوجته على باب الدار فأخذته الغيرة الله أكبر! اليوم يخرجن سافرات ومتبرجات في الأزقة وبخاصة الرجال والشباب ولا حراك ولا غيرة ولا إحساس، هذا مجرد ما رآها واقفة على باب الدار فأخذها ليطعنها بالسهام التي كانت معه أو الحربة، قالت: اصبر ادخل الدار وانظر، فدخل في الدار وإذا بأفعى غليظة متكورة على نفسها على فراشها، وتعرف النساء يعني: يخفن جداً فهي تركت الدار، لا هي تقدر تدخل في الدار ولا هي تقدر تشرد مثل ما يفعلوا اليوم يعني: خاصة بمثل هذا العذر، فهي واقفة على باب الدار.

مداخلة: كانت يا شيخنا يعني: بشعرها.

الشيخ: لا يوجد شيء واضح ألا يكفي بروزها إلى باب الدار، الشاهد: فدخل ورأى هذا المنظر فما كان منه إلا أن طعنها، يقول راوي الحديث: فما ندري أيهما كان أسرع موتاً من الآخر، الأنصاري مات والحية ماتت، فلما وصل الخبر إلى الرسول عليه السلام قال: «إن أقواماً من الجن في المدينة، فإذا رأيتم شيئاً من

<<  <  ج: ص:  >  >>