للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منطقي وجميل جداً، قلت له: أنت بتنزه إبراهيم عليه السلام من هذه الكذبات الثلاث وهي مشفوعة بالحديث، فهل أفهم منك إن الكذب حرام ولو كان فيه تخليص نفس مؤمنة من كافر؟ قال لي: نعم، وكنا يومئذ حديثي عهد بالثورة الفرنسية أو بالأحرى الثورة السورية على الفرنسيين، وكان الثوار بيهجموا على ما يسمى عندنا بـ (الاستحكامات) , بيجي ثاير، اثنين، ثلاثة فدائيين ... للفرنساويين والسنغال -كانوا يجيبوا من السود-، ويرمي له قنبلتين ثلاثة، وبسرعة البرق يدخل بين الحارات وبين القبور، ويضيع عن الجماعة، وكان أمر طبيعي جداً، كما يقع اليوم في فلسطين - مع الأسف - سرعان ما بينشلوه يفتشوا عن مين الفاعل؟ يلاَّ يدخلوا البيوت يدقوا على الباب، فقلت له: هذا (منير الحصني)، قلت له: لو وقعت هيك واقعة ويجوا بيدقوا عليك الباب، وكان لجأ عندك رجل من هؤلاء الثوار المسلمين، وهو جاك يسموه عندنا: (الجندرمة) يعني: العسكري، الفرنسي (جندرمة) دق عليك الباب، قال لك: دخل لعندك شخص اتخبى؟ شو بتقول له: دخلك؟ تقول له: إيه نعم، قال: نعم، بقول له, هون جرى السؤال والجواب الآتي وهنا الدقة، قلت له: بدي اسألك سؤال: الصدق وَجَبَ، لأنه مركب من ثلاثة أحرف هي (ص د ق)؟ والكذب حُرِّمَ؛ لأنه مركب من ثلاثة أحرف أخرى هي (ك ذ ب)؟ أم لأنه في الصدق خير وفي الكذب شر؟ قال: طبعاً، هو هذا، قلت له: وفي حادثةٍ ما اختلفت النتائج نتج من (ص د ق) ما ينتج عادةً من (ك ذ ب)، هل تعطيه حكم (ص د ق)؟؟ فَبُهِتَ الذي كَفَرْ.

"الهدى والنور" (٣/ ٠٠:٤٨:٥٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>