للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صور النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولا صفاته، وإنما معنى الحديث: من رآني على صورتي التي خلقت عليها فقد رآني، إذ لا يتمثل الشيطان بي، إذ لم يقل - صلى الله عليه وآله وسلم -: من رأى أنه رآني فقد رآني، وإنما قال: " من رآني فقد رآني "، وأنى لهذا الرائي الذي رأى أنه رآه على صورته الحقيقية أنه رآه عليها، وإن ظن أنه رآه ما لم يعلم أن تلك الصورة صورته بعينها، وهذا ما لا طريق لأحد إلى معرفته ".

قال الحافظ: " ومنهم من ضيق الفرض في ذلك، فقال: لابد أن يراه على صورته التي قبض عليها، حتى يعتبر عدد الشعرات البيض التي لم تبلغ عشرين شعرة. والصواب التعميم في جميع حاله بشرط أن تكون صورته الحقيقة في وقت ما، سواء كان في شبابه أو رجولته أو كهولته، أو آخر عمره .. ".

وقال الشيخ علي القارىء في " شرح الشمائل " (٢/ ٢٩٣): " وقيل إنه مختص بأهل زمانه - صلى الله عليه وآله وسلم -، أي من رآني في المنام يوفقه الله تعالى لرؤيتي في اليقظة. ولا يخفى بعد هذا المعنى، مع عدم ملاءمته لعموم (من) في المبنى، على أنه يحتاج إلى قيود، منها: أنه لم يره قبل ذلك، ومنها أن الصحابي غير داخل في العموم .. ". قلت: ولا أعلم لهذا التخصيص مستنداً إلا أن يكون حديث أبي هريرة عند البخاري (٦٩٩٣) مرفوعا بلفظ: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي». فقد ذكر العيني في " شرح البخاري " (٢٤/ ١٤٠) أن المراد أهل عصره - صلى الله عليه وآله وسلم -، أي من رآه في المنام وفقه الله للهجرة إليه والتشرف بلقائه - صلى الله عليه وآله وسلم - .. ". ولكنني في شك من ثبوت قوله: «فسيراني في اليقظة»، وذلك أن الرواة اختلفوا في ضبط هذه الجملة: «فسيراني في اليقظة»، فرواه هكذا البخاري كما ذكرنا، وزاد مسلم (٧/ ٥٤): " أو فكأنما رآني في اليقظة ". هكذا على الشك، قال الحافظ (١٢/ ٣٨٣): " ووقع عند الإسماعيلي في

<<  <  ج: ص:  >  >>