قالوا: كما أن الإصبع زينته الخاتم، كذلك رسول الله هو زينة الأنبياء، فأنتم معشر المسلمين ضللتم في فهم هذه الآية، والحقيقة أنهم هم الضالون؛ لأنهم خالفوا سبيل المؤمنين، أظن هذا المثال يكفيكم تماماً أن تفهموا أنه لا يكفي في هذا العصر أن نقول: الكتاب والسنة؛ لأن كلاً من الكتاب والسنة يفسر حسب المذاهب والمشارب والأهواء، وهذا هو المثال.
لذلك نحن دعوتنا يجب أن تكون قائمة عندكم بصورة واضحة جداً قائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، فمن وافقنا على هذا فهو معنا، وإلا فحسبه أن يكون فرقة من تلك الفرق التي حكم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عليها بأنها في النار، ونحن نقول بلسان الحال وبلسان القال كما قال رب الأنام في القرآن:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}(المائدة:١٠٥) المهم أن نكون على بينة من دعوتنا، وعلى أي أساس قامت دعوتنا، وما هو نقطة الخلاف بين دعوتنا هذه وبين دعوات أخرى قد تلتقي كلها أو بعضها على الأقل معنا في الكتاب والسنة، ولكن تنفصل عنا في الاحتجاج بما كان عليه سلفنا الصالح، هذا فيما يتعلق بتعريف العلم الذي يجب أن يكون قائماً في أذهان المسلمين بعامة، ونختم ذلك بشعر ابن القيم الجوزية حيث جمع هذا المعنى في شعر لطيف جميل فقال: