للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحمد ورواه ابن حبان في "صحيحة" (٧٤٢) من حديث عمران بن حصين نحو الرواية الأولى.

- " من ينح عليه يعذب بما نيح عليه (يوم القيامة) "

أخرجه البخاري (٣/ ١٢٦) ومسلم (٣/ ٤٥) والبيهقي (٤/ ٧٢) وأحمد (٤/ ٢٤٥، ٢٥٢، ٢٥٥).

[ثم قال الإمام]:

في هذا الحديث بيان أن البكاء المذكور في الحديث الذي قبله، ليس المراد به مطلق البكاء، بل بكاء خاص وهو النياحة، وقد أشار إلى هذا حديث عمر المتقدم في الرواية الثانية وهو قوله: " ببعض بكاء ... ".

[ثم علق على هذه الأحاديث قائلاً]:

ثم إن ظاهر هذا الحديث واللذين قبله مشكل، لأنه يتعارض مع بعض أصول الشريعة وقواعدها المقررة في مثل قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}،

وقد اختلف العلماء في الجواب عن ذلك على ثمانية أقوال، وأقربها إلى

الصواب قولان:

الأول: ما ذهب إليه الجمهور، وهو أن الحديث محمول على من أوصى بالنوح عليه، أو لم يوص بتركه مع علمه بأن الناس يفعلونه عادة.

ولهذا قال عبد الله بن المبارك: " إذا كان ينهاهم في حياته ففعلوا شيئا من ذلك بعد وفاته، لم يكن عليه شيء ".

والعذاب عندهم بمعنى العقاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>