العقيدة لثبوتها في كتب السنة ثبوتًا متواترًا من جهة، ومن جهة أخرى: بديل أن يفهموا الأمة المقصد الأسنى من تبشير الرسول عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة بخروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام، بدل النشر والتبشير والتقييم ماذا فعلوا؟ لقد أنكروا هذه الأحاديث الصحيحة وأوجدوا بلبلةً بين المسلمين الذين ليس عندهم من الوعي والتوعية ما تمكنهم من تمييز الأقوال الصحيحة من الأقوال الضعيفة.
يجب على كل مسلم أن يدرس الأحاديث على منهج علماء الحديث، وليس على منهج علماء الرأي والفلسفة العقلية المحضة، فالفلسفة لا حدود لها وكل يرى ما يناسب هواه، وما يناسب ثقافته، وإنما الطريق لمعرفة ما صح عن الرسول، وما لم يصح إنما هو طريق علماء الحديث منذ أن كانوا على وجه الأرض إلى أن تقوم الساعة، وهو الرجوع إلى أسانيد الأحاديث وإلى تراجم رواتها.
وقد تبين لكل عالم بالحديث أن هذه الأحاديث أحاديث نزول عيسى وخروج المهدي أحاديث صحيحة لا يجوز إنكارها، وإنكارها يعرض منكرها ولا شك لمفسدتين أحلاهما مر: إما الكفر؛ لأنه جحد ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالتواتر، أو الفسق إذا كان لم يقم بواجب البحث والتحقيق وهو عالم يستطيع القيام بذلك.
هذا هو الواجب الأول: أن نثبت هذه الأحاديث لأنها صحيحة لا شك ولا ريب فيها.
الواجب الثاني: أن نفهم الأمة أن هذه الأحاديث لا تعني أن الأمة ينبغي أن تتواكل وأن تنتظر خروج المهدي ونزول عيسى، بل عليها كلها أن تعمل لعزة الإسلام ولتطبيق الإسلام، وحينذاك سيشعرون بأن الأمة بحاجة إلى وحدة الكلمة