للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيسى وخروج المهدي عليهما السلام.

فنقول: إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مكث في قومه ثلاث وعشرين سنة، وهو يدعوهم ليلاً نهاراً حتى استطاع أن يضع النواة للخلافة الإسلامية بالمدينة المنورة.

فنحن علينا معشر المسلمين ألا ننتظر ما بشرنا بمجيئه من المهدي أو عيسى علينا أن نعمل؛ لأن الواقع الآن نشعر نحن تماماً: أن هناك جماعات من المسلمين متفرقون في العالم الإسلامي هم ينتظرون قائداً يأخذ بأيديهم ويجاهد بهم أعداء الإسلام في كل زمان، وفي كل مكان، فهم ينقصهم هذا الإنسان المصلح القائد، لكن تصوروا معي الآن: إذا جاء هذا المبشر به، وهو: المهدي أو عيسى، وأخذ يصلح بين المسلمين كما يفعل اليوم المصلحون المتفرقون في العالم الإسلامي، فكم سيضل في عملية الإصلاح هذه؟ ستنقضي حياته إلا إن كان له حياة تشبه حياة نوح عليه السلام، وهذا لم نبشَّر به، ستنقضي حياته في إصلاح المسلمين تفهيمهم الإسلام الصحيح، وحملهم على العمل بالإسلام [ .... انقطاع].

نقول مثلاً: نحن يعلم يقيناً: أن من آفة العالم الإسلامي هو: الانكباب على الدنيا.

ومن آثار هذا الإنكباب: استحلال ما حرم الله عز وجل من الربا بأدنى الحيل فضلاً عن غير ذلك من المحرمات، أبمثل هؤلاء الناس يمكن إذا خرج المهدي أو نزل عيسى عليه السلام أن يجاهد به الكفار أو بهم الكفار؟ الجواب: لا؛ إذاً: على المسلمين كافة في كل بلاد الإسلام أن يعملوا بفهم الإسلام أولاً فهماً صحيحاً، وأن يطبقوه في ذوات أنفسهم وفي أهليهم وذراريهم ثانياً، حتى إذا جاء المهدي أو نزل عيسى وجد القوم ليسوا بحاجة إلى إصلاح ما أفسده هذا الزمن الطويل.

" الهدى والنور" (٢١٨/ ٣٥: ٤٦: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>