للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنهار وبحار وغابات ونحو ذلك، فلم يبق هناك مكان -زعموا- لم تطأه أقدامهم، بينما هذه الدعوى لم يدعيها نفس الكفار! وذلك لأننا مع الأسف الشديد نعترف بأن هؤلاء الكفار لا يؤمنون إلا بالبحث العلمي، والبحث العلمي جعلهم يتورعون عن ادعاء ما لا علم لهم به، ويقولون: نحن وصلنا إلى هنا ولا ندري ما وراء ذلك.

أما ضعفاء العلم والإيمان من أمتنا فيأتونهم من العلم ما لا يعترفون هم به، فقد مسحوا الأرض زعموا! فنقول: هذه دعوى مجردة عن الدليل، والمؤمن يجب أن يؤمن بالقرآن وبحديث الرسول عليه السلام أقل ما يقال: أكثر من إيمانهم بأقوال الكفار وبحوثهم وتجاربهم، وإذا كان قد صرح القرآن بوجود سد هناك، ووجود قوم خلف هذا السد، وأنه سيأتي يوم ينفذون منه، فهذا يعني أن الكفار بعد كما قال الله عز وجل كمبدأ عام مخاطبًا لجميع الأنام: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (الإسراء:٨٥) فمن هذا العلم الذي لم يحيطوا به إلى الآن أنهم لم يعثروا بعد على سد ذي القرنين، ولا على القوم الذي هم خلفه، أين هو؟ هو بلا شك في هذه الأرض {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (البقرة:٢١٦) ولذلك فلا يشكلن على أحد أن هؤلاء الكفار مسحوا الأرض، لا هذه دعوى كاذبة.

ثم إن هؤلاء الكفار لو وجدوا شيئًا من ذلك لبادروا إلى الإنكار؛ لأن في ذلك تأييدًا لدين الإسلام وهم كافرون به، وحينئٍذ يصدق فيهم كما قال رب العالمين في المشركين الأولين: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} (النمل:١٤).

هذا جوابي عن هذه المشكلة، وخلاصتها: نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة ونكفر بما يقال: إن هذا لا وجود له.

مداخلة: شيخ! ... قول الرسول عليه السلام: «ويل للعرب من شر قد اقترب،

<<  <  ج: ص:  >  >>