للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما نحن اليوم فنطرق أبواباً شركية، أبواباً وثنية كفرية، حاشا ليوسف عليه السلام أن تخطر في باله أن يطرقها فضلاً عن أن يطرقها عملياً، الانتخابات كما تعلمون تتناسب مع النظم الكافرة التي ليس فيها مؤمن وكافر، الناس كلهم سواء عندهم، وليس فيهم رجل وامرأة، فللمرأة من الحق مثل ما للرجل إلى آخره، وعلى هذا فالانتخابات حينما تفتح أبوابها يدخل ويرشح نفسه فيها المؤمن والكافر، والرجل والمرأة، والصالح والطالح، وبالنتيجة ما ينتخب إلا شرار الخلق عادة، نحن هذا يناسبنا أن نسلك هذا الطريق الكافر، ونحتج على ذلك بمثل قصة يوسف عليه السلام وشتان ما بينها وبين واقع حياتنا الانتخابية اليوم، هذا قلته ثم أضفت إلى ذلك أخيراً، هذه شريعة من قبلنا، والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة» (١).

فإذاً: ليس من العلم في شيء أن ينزع طالب العلم مستدلاً بآية تتعلق بشريعة من قبلنا، إذا عرفنا هذه الحقيقة نعود الآن لنقول:

نحن نحتج الآن بما قال عيسى عليه السلام، وبعد أن عرفنا منبع الشبهة عندك نقول: هل تعلم أنه كان في شرع عيسى عليه السلام مثل ما في شرعنا من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء:٤٨)، بحيث أنه لا يجوز في شريعتنا أن نطلب من ربنا أن يغفر لكفار أمتنا، هل كان هذا موجوداً في شريعة عيسى فيما تعلم؟

إذاً: الشبهة تسقط من أصلها.

مداخلة: قد يقع هنا أصل وهو أننا نعلم أنه لا يدخل الجنة مشرك.


(١) "صحيح البخاري" (رقم ٤٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>