للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنسان لمجرد نص حتى لو كان في شرعنا نحن، لأن هذا من باب {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} (آل عمران:٧)، يعني دائماً الإنسان يأخذ بالأصول الواضحة ويترك المتشابهات من الآيات أو الأحاديث النبوية، شو طلع عندك الآية هذه؟

مداخلة: ... شيخنا، تعلمنا من هذيك المرة، قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (هود:١٠٦ - ١٠٧).

الشيخ: أيوه، هنا هذه الآية، وعلى كل حال من تمام الفائدة انظر كيف النص يختلف بالنسبة لأهل الجنة.

مداخلة: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (هود:١٠٨).

الشيخ: فالآن هذا الاستثناء هل ينافي آية عيسى عليه السلام، {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة:١١٨)، فهنا بالنسبة للفريقين الذين سعدوا أهل الجنة والذين شقوا أهل النار، قال: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} اختلف علماء التفسير كثيراً في هذه الآية، لكن الظاهر والله أعلم أن ربط مصير الفريقين السعداء والأشقياء بمشيئة الله يلفت نظر عباد الله إلى أن كل ذلك ليس بحكم حاكم على الله، إنما هو بمشيئته وهو فعال لما يريد، فنستطيع أن نقول عيسى عليه السلام لما قال هذه الكلمة انطلق من هذا الملحظ، أنه أنت تفعل ما تشاء، حتى ولو كان يعني الذين أشركوا بالله عز وجل، فأنت فعال لما تريد. والله أعلم.

"الهدى والنور" (٦٦٧/ ٠١: ٥٧: ٠٠) و (٦٦٨/ ٤٢: ٠٠: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>