وفي أحاديث أخرى:«مخلصاً من قلبه» هذا يعني: المعاني التي أشرنا إليها آنفاً طيب, ولو فعل تسعاً وتسعين معصية جمع كل هذه الشروط، فهل يدخل الجنة ولو فعل كل هذه المعاصي؟ الجواب: نعم. أيضاً: الجواب: نعم. لأنه هذا وقع كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوماً خارج المدينة ومعه أبو ذر فأوقفه في المكان، وابتعد قليلاً فسمع صوتاً أبو ذر سمع صوتاً وهو في المكان الذي أوقفه الرسول عليه السلام فيه أو عليه، ثم رجع الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إليه فقال عليه السلام:«آتاني جبريل آنفاً فبشرني وقال لي: بشر أمتك أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، قال الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قلت: يا جبريل؟ وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق».
لما روى الحديث رسول الله إلى أبي ذر عن جبريل مع أن الرسول سأل وإن زنى وإن سرق وأجابه جبريل: وإن زنى وإن سرق يعني: هذا هو الأمر فقال أبو ذر بدوره للرسول عليه السلام: «وإن زنى وإن سرق» ماذا يسع الرسول أن يقول بعد أن الرسول مرسل من الله جبريل إلى محمد ويقول له: بشر ويسأل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - جبريل يقول له: وإن زنى وإن سرق؟ يعطي الجواب: وإن زنى وإن سرق، ماذا يسعه إذا قال أبو ذر للرسول مثلما قال الرسول لجبريل يقول له:«وإن زنى وإن سرق» لكن لا يزال في شيء قال له: «وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق رغم أنفك يا أبا ذر» هذا شيء عظيم جداً، ما معنى إذاً الحديث في النهاية؟ تفصيل الحديث إذا توفرت الشروط الذي ذكرناها كلها وفيها هذا السؤال والجواب: وإن زنى وإن سرق.
إذاً: مصير هذا الموحِّد مصيره أي: عاقبة أمره: أن يدخل الجنة، لكن هذا لا