«القدرية مجوس هذه الأمة ... » الحديث، وهو مخرج في مصادر عدة عندي أشرت إليها في «صحيح الجامع الصغير وزيادته» رقم (٤٣١٨).
الثاني: الشرك في الألوهية أو العبودية، وهو أن يعبد مع الله غيره من الأنبياء والصالحين، كالاستغاثة بهم، وندائهم عند الشدائد، ونحو ذلك، وهذا مع الأسف في هذه الأمة كثير، ويحمل وزره الأكبر أولئك المشايخ الذين يؤيدون هذا النوع من الشرك باسم التوسل «يسمونها بغير اسمها».
الثالث: الشرك في الصفات، وذلك بأن يصف بعض خلقه تعالى ببعض الصفات الخاصة به عز وجل، كعلم الغيب مثلاً، وهذا النوع منتشر في كثير من الصوفية ومن تأثر بهم مثل قول بعضهم في مدحه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم ومن هنا جاء ضلال بعض الدجالين، يزعمون أنهم يرون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - اليوم يقظة، ويسألونه عما خفي عليهم من بواطن نفوس من يخالطونهم، ويريدون تأميرهم في بعض شؤونهم، ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما كان ليعلم مثل ذلك في حال حياته {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء}(الأعراف:١٨٨) فكيف يعلم ذلك بعد وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى؟
هذه الأنواع الثلاثة من الشرك؛ من نفاها عن الله في توحيده إياه، فوحده
في ذاته، وفي عبادته، وفي صفاته، فهو الموحد الذي تشمله كل الفضائل
الخاصة بالموحدين.
ومن أخل بشيء منه، فهو الذي يتوجه إليه مثل قوله تعالى:{لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}(الزمر: ٦٥).