وهو [أي تفسير البيضاوي] المعروف بـ " أنوار التنزيل وأسرار التأويل "(٣/ ٣٣) قال في معنى الآية: " نَزَّل تمكين بني آدم من العلم بربوبيته بنصب الدلائل وخلق الاستعداد فيهم وتمكنهم من معرفتها والإقرار بها منزلة الإشهاد والاعتراف تمثيلاً وتخييلاً فلا قول ثَم ولا شهادة حقيقة ". وقد تعقبه جماعة منهم العلامة علي القاري في " المرقاة " فقال (١/ ١٤٠):
وفيه أن هذا يرجع إلى مذهب المعتزلة، ومنهم الخطيب الكازروني في حاشيته عليه رد عليه تأويله المذكور بكلام قوي، ومما قاله:" إن الواجب على المفسر المحقق أن لا يفسر القرآن برأيه إذا وجد نقلاً معتمداً عن السلف فكيف بالنص القاطع من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -؟ "، فراجعه فإنه مهم.
ومنهم الإمام الشوكاني في " فتح القدير "(٢/ ٢٥٠ - ٢٥٢).وصديق حسن خان في " فتح البيان "(٣/ ٤٠٤ - ٤٠٩) وكتابه " الدين الخالص "(١/ ٣٩١).و" أضواء البيان "(٢/ ٣٣٥ - ٣٣٨) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمهم الله تعالى.
[ثم ذكر الآلوسي في نفس السياق تفسير والده "روح المعاني"، فعلق الألباني قائلاً]:
ورَدَّ فيه [أي رَد َّالآلوسي الأب في تفسيره] تأويل البيضاوي المذكور وقال: " يأبى عنه كل الإباء حديث ابن عباس [هو حديث" إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بـ (نعمان) يوم عرفة وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلاً قال: «ألست بربكم قالوا: بلى»". قال الألباني: وهو حديث صحيح بل هو متواتر المعنى كما بينته في " الصحيحة " (١٦٢٣)].
ثم ذكر أن المعتزلة ينكرون أخذ الميثاق التالي المشار إليه في الأخبار