للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اللهم لا تجعل قبري وثناً (١)، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (٢).

١٢ - عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد» (٣).


(١) «قال ابن عبد البر: الوثن الصنم، يقول: لا تجعل قبري صنماً يصلى ويسجد نحوه ويعبد، فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحذر أصحابه وسائر أمته من سوء صنيع الأمم قبلهم، الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم، واتخذوها قبلة ومسجداً، كما صنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها، وذلك الشرك الأكبر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه، وأنه مما لا يرضاه، خشية عليهم من امتثال طرقهم، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحب مخالفة أهل الكتاب وسائر الكفار، وكان يخاف على أمته إتباعهم، ألا ترى إلى قوله - صلى الله عليه وسلم - على جهة التعبير والتوبيخ «لتتبعن سنن الذين كانوا من قبلكم حذوا النعل بالنعل حتى إن أحدهم لو دخل جحر ضب لدخلتموه»».
كذا في «فتح الباري» لابن رجب (٦٥/ ٩٠/٢) من «الكواكب». [منه].
(٢) رواه أحمد (رقم ٧٣٥٢) وابن سعد (٢/ ٢٤١ - ٢٤٢) والمفضل الجندي في «فضائل المدينة» (٦٦/ ١) وأبو يعلى في «مسنده» (٣١٢/ ١) والحميدي (١٠٢٥) وأبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٣٨٢و٧/ ٣١٧) بسند صحيح.
وله شاهد مرسل رواه عبد الرزاق في «المصنف» (١/ ٤٠٦/١٥٨٧) وكذا ابن أبي شيبة (٤/ ١٤١) عن زيد بن أسلم. وإسناده قوي.
وأخر أخرجه مالك في «الموطأ» (١/ ١٨٥) وعنه ابن سعد (٢/ ٢٤٠ - ٢٤١) عن عطاء بن يسار مرفوعا. وسنده صحيح، وقد وصله البزار عنه عن أبي سعيد الخدري وصححه ابن عبد البر مرسلا وموصولا فقال: «فهذا الحديث عند من قال بمراسيل الثقات وعند من قال بالمسند لإسناد عمر بن محمد له وهو ممن تقبل زيادته».انظر «تنوير الحوالك» للسيوطي.

وفيما قاله ابن عبد البر في عمر هذا نظر فقد قال الحافظ ابن رجب في «الفتح»: «خرجه من طريقه البزار وعمر هذا هو ابن صبهان، جاء منسوباً في بعض نسخ البزار، وظن ابن عبد البر أنه عمر بن محمد العمري، والظاهر أنه وهم، وقد روي نحوه من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة بإسناد فيه نظر». [منه].
(٣) رواه ابن خزيمة في «صحيحه» (١/ ٩٢/٢) وابن حبان (٣٤٠ و٣٤١) وابن أبي شيبة في «المصنف» (٤/ ١٤٠ طبع الهند) وأحمد (رقم ٣٨٤٤ و٤١٤٣) والطبراني في «المعجم الكبير» (٣/ ٧٧/١) وأبو يعلى في «مسنده» (٢٥٧/ ١) وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١/ ١٤٢) بإسناد حسن وأحمد أيضا (رقم ٤٣٤٢) بسند آخر حسن بما قبله، والحديث بمحموعهما صحيح.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «منهاج السنة» (١٣١١) و «الإقتضاء» (- صلى الله عليه وسلم - ١٨٥): «وإسناده جيد» وقال الهيثمي (٢/ ٢٧): «رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن».
وفي اقتصاره في عزوه على الطبراني وحده قصور ظاهر، مع أنه في المسند في ثلاثة مواضع منه كما أشرنا إليهما آنفا والشطر الأول من الحديث رواه البخاري في صحيحه (١٣/ ١٥) معلقاً. [منه].

<<  <  ج: ص:  >  >>