السادس: عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:
«إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد».أخرجه أحمد (رقم ٤٣٤٢.٤١٤٤.٤١٤٣.٣٨٤٤) بإسنادين في حسنين عنه. ورواه ابن أبي شيبة وابن حبان في «صحيحه»، وقال ابن تيمية:«إسناده جيد».وذهل الهيثمي عن كونه في «المسند» فقال (٢/ ٢٧): «رواه الطبراني في» الكبير «وإسناده حسن».
السابع: عن عائشة قالت: «لما كان مرض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها (مارية) - وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة- فذكرن من حسنها وتصاويرها. قالت: فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح [فمات] بنوا على قبره مسجداً، ثم صوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله [يوم القيامة]».
وفي الباب أحاديث أخرى عن جماعة آخرين من الصحابة، أوردتها في «تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد» وهي تدل دلالة قاطعة على أن اتخاذ القبور مساجد حرام لما فيها من لعن المتخذين، ولذلك قال الفقيه الهيتمي في «الزواجر»(١/ ١٢٠ - ١٢١):
«الكبيرة الثالثة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد»، ثم ساق بعض الأحاديث المتقدمة وغيرها مما ليس على شرطنا ثم قال: «وعد هذه من الكبائر وقع في كلام