للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السفر والحضر، وقد تعجبتُ جداً -والله- وأنا أستمع إلى الشريط رقم (٤٠٥) وكان شريطاً مشوَّشاً ينبئُ عن زحامٍ شديدٍ حول الشيخ رحمه الله، وإذ بصوت أبي ليلى المميز يخترق هذه التشويش عند الدقيقة التاسعة تقريباً ليقول: "إخوة الإيمان نحن الآن نطوف حول الكعبة، وبين الصفا والمروة"!!!

ولم ينتهِ حرصُ أبي ليلى -حفظه الله- عند تسجيل كلام الشيخ، بل كان حريصاً أيضاً على نشر ما يسجله في الآفاق بعد تنسيقه وتهذيبه ليعم النفع به، فكان كُلَّما اتصل مُتَّصِلٌ بالشيخ من الشرق أو الغرب؛ استأذن الشيخ في تناول سماعة الهاتف ليسأل المتَّصِل: هل وصلتكم أشرطة الشيخ الجديدة إلى أمريكا .. هل وصلتكم أشرطة الشيخ إلى الكويت ... هل وصلتكم أشرطة االشيخ إلى الجزائر .. لقد أرسلتها مع فلان .... كيف أرسل لكم الجديد.

وهذا كله قِلٌّ من جُلّ مما يلمسه المستمع إلى هذه السلسلة المباركة من حرص أبي ليلى وجده في حفظ تراث الإمام، نسألُ اللهَ أن يجزيَ أبا ليلى خير الجزاء على ما بذل وقدَّم في خدمة تراث العلامة الألباني، وأسأله تعالى أن يجعل الخير الذي حصَّله الملايين شرقاً وغرباً ممن سمع هذه الأشرطة في ميزان حسناته يوم يلقاه، فكم من ضالٍّ اهتدى بسماع شريط واحد من هذه السلسلة، وكم من متحِّيرٍ استدل بها إلى طريق الحق، وكم من مُسترشدٍ أخذت بيده إلى ناصية الصواب.

أقول هذا وأنا لا أعرفه ولا يعرفني، ولم ألقَهُ ولم يلقاني، ولكنني كتبت ذلك وفاءً لعظيم فضله، ولا يشكر الله من لا يشكر الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>