للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العليا: كأن يقول المسلم في دعائه: اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير أن تعافيني.

أو يقول: أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي. ومثله قول القائل: اللهم إني أسألك بحبك لمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم -.فإن الحب من صفاته تعالى.

ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} (الأعراف: ١٨٠ (. والمعنى: ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى. ولا شك أن صفاته العليا عز وجل داخلة في هذا الطلب، لأن أسماءه الحسنى سبحانه صفات له، خصت به تبارك وتعالى.

ومن ذلك ما ذكره الله تعالى من دعاء سليمان عليه السلام حيث قال: {قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} (النمل: ١٩ (.

ومن الأدلة أيضاً قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في أحد أدعيته الثابتة عنه قبل السلام من صلاته: «اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي .. " (١).

ومنها أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - سمع رجلاً يقول في تشهده: (اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم)

فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - «قد غفر له قد غفر له» (٢).


(١) رواه النسائي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. [منه].
(٢) رواه أبو داود والنسائي وأحمد وغيرهم وإسناده صحيح. [منه].

<<  <  ج: ص:  >  >>