للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسمائه أو صفه من صفاته، وأن ذلك مما يحبه الله سبحانه ويرضاه، ولذلك استعمله رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقد قال الله تبارك وتعالى: [وما آتاكم الرسول فخذوه]] سورة الحشر: الآية ٨ [.فكان من المشروع لنا أن ندعوه سبحانه بما دعاه به رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فذلك خير ألف مرة من الدعاء بأدعية ننشئها، وصيغ نخترعها.

٢ ـ التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي: كأن يقول المسلم: اللهم بإيماني بك، ومحبتي لك، واتباعي لرسولك اغفر لي .. أو يقول: اللهم إني أسألك بحبي لمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وإيماني به أن تفرج عني .. ومنه أن يذكر الداعي

عملاً صالحاً ذا بالٍ، فيه خوفه من الله سبحانه، وتقواه إياه، وإيثاره رضاه على كل شيء، وطاعته له جل شأنه، ثم يتوسل به إلى ربه في دعائه، ليكون أرجى

لقبوله وإجابته.

وهذا توسل جيد وجميل قد شرعه الله تعالى وارتضاه، ويدل على مشروعيته قوله تعالى: {الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار} (آل عمران: ١٦) وقوله: {ربنا آمنا بما أنزلت وتبعت الرسول فاكتبا مع الشاهدين} (آل عمران: ٥٣) وقوله: {إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار} (آل عمران: ١٩٣ و١٩٤ [وقوله: {إنه كان فريق من عبادي يقولون: ربنا آمنا فاغفر لنا، وارحمنا، وأنت خير الراحمين} (المؤمنون: ١٠٩) وأمثال هذه الآيات الكريمات المباركات. وكذلك يدل على مشروعية هذا النوع من التوسل ما رواه بريدة بن الحٌصَيب رضي الله عنه حيث قال: سمع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له

كفواً أحداً)، فقال: «قد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي

<<  <  ج: ص:  >  >>