للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويعلق على هذا الشيخ ابن عثيمين قائلًا: "ثم إن هذا المشرك المشبه ليس يريد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يشفع له، ولو كان يريد ذلك لقال: اللهم شفع فيّ نبيك محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكنه يدعو الرسول مباشرة ودعاء الله شرك أكبر مخرج من الملة، فكيف يريد هذا الرجل الذي يدعو مع الله غيره أن يشفع له أحد عند الله سبحانه وتعالى" (١).

وفي الرد على من زعم إجماع الحنابلة وغيرهم على طلب الشفاعة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته عند زيارته. قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن: "وما علمت أحدًا من أهل العلم وأئمة الفتوى قال هذا، لا من الصحابة ولا من غيرهم؛ بل حكى الشيخ الإمام أحمد بن عبد الحليم: الإجماع على المنع من دعائه - صلى الله عليه وسلم - والطلب منه؛ وقرر: أن هذا من شعب الشرك الظاهرة ... وقال الحافظ محمد بن عبد الهادي - من أكابر الحنابلة وعلمائهم -: "والسلف كلهم متفقون على أن الزائر لا يسأله شيئًا يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يطلب منه ما يطلب منه في حياته، ويطلب منه يوم القيامة، لا شفاعة ولا استغفارًا؛ وقال أيضًا: والحكاية التي تنسب إلى مالك مع أبي جعفر المنصور، كذب عند أهل المعرفة بالنقل والتصحيح". انتهى" (٢).

وقد تقرر أن من جعل الأنبياء والملائكة وسائط بين الله وبين خلقه، كالحجاب الذين يكونون بين الملك ورعيته، بحيث يزعم أنهم يرفعون الحوائج إلى الله، وأن الله يرزق عباده، وينصرهم بتوسطهم، أي بمعنى: أن الخلق يسألونهم، وهم يسألون الله؛ فمن اعتقد هذا فهو كافر مشرك (٣).


(١) المرجع السابق.
(٢) الدرر السنية ١٢/ ٢١٦ - ٢٢١.
(٣) الدرر السنية ١١/ ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>