للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوالدين، وأداء الأمانة.

وإنما يتحقق عدم هذا الإعراض، والسلامةُ منه بفعل شيء من الواجبات التي تختص بها شريعة الإسلام التي جاء بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - كالصلاة والزكاة والصيام والحج - إذا فعل شيئًا من ذلك إيمانًا واحتسابًا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فلا يكون الرجل مؤمنًا بالله ورسوله مع عدم شيء (١) من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد - صلى الله عليه وسلم - " اهـ (٢).

وذكر ابن القيم ضابطًا للإعراض فقال رحمه الله: "وأما كفر الإعراض فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول، لا يصدق ولا يكذب، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به البتة" (٣).

وقال في موضع آخر عن أنواع الكفر: "الثالث: كفر إعراض محض لا ينظر فيما جاء به الرسول، ولا يحبه، ولا يبغضه، ولا يواليه، ولا يعاديه، بل هو معرض عن متابعته ومعاداته" (٤).

فتبيَّن أن المعرض لا يبالي أن يكون من أنصار الرسول، أو أن لا يكون من أنصار الرسول، أو أن يكون باحثًا عن الحق، أو أن لا يكون باحثًا عن الحق، أو أن يكون متبعا للدين، أو لا يكون متبعا للدين وهذا هو حاصل كلام ابن القيم فتجد أن المرء ليس عِنْدَه علم بالإسلام، ولا عِنْدَه علم بالرسالة، وليس من أهل الديانة أصلًا لأنه معرض عنها.

فالتوحيد ليس مجرد الإقرار ثم يترك العمل ويعرض عنه وعن أحكامه.


(١) قال الشيخ البراك: كذا وردت العبارة، ولعل المناسب للسياق: "مع عدم فعل شيء".
(٢) من مجموع الفتاوى ٧/ ٦٢١، جواب في الإيمان ونواقضه للشيخ عبد الرحمن البراك ص ٢٣ - ٢٤.
(٣) مدراج السالكين ١/ ٣٤٧.
(٤) مفتاح دار السعادة ١/ ٩٤، وانظر مجموع الفتاوى ١٢/ ٤٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>