للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإيمان ولم يأت بتمام الإيمان الواجب وهؤلاء ليسوا فساقًا تاركين فريضة ظاهرة ولا مرتكبين محرمًا ظاهرًا لكن تركوا من حقائق الإيمان الواجبة علمًا وعملًا بالقلب يتبعه بعض الجوارح ما كانوا به مذمومين وهذا هو النفاق الذي كان يخافه السلف على نفوسهم، فإن صاحبه قد يكون فيه شعبة نفاق" (١).

وقال ابن رجب رحمه الله: " ... والذي فسره به أهل العلم المعتبرون: أن النفاق في اللغة هو جنس الخداع والمكر وإظهار الخير وإبطان خلافه، وهو في الشرع ينقسم إلى قسمين:

أحدهما: النفاق الأكبر، وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، أخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار.

الثاني: النفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة، ويبطن ما يخالف ذلك.

وأصول هذا النفاق يرجع إلى الخصال المذكورة في هذه الأحاديث" (٢).

وقال الذهبي: "ومن النفاق الأصغر الرجل يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالًا، ولا يظن أنها تبلغ ما بلغت، يهوي بها في النار سبعين خريفًا. وأما النفاق الأكبر، وإن كان الرجل يعلم من نفسه أنه مسلم، فعليه أن يتعوذ بالله من النفاق والشرك، فإنه لا يدري بما يختم له، فربما أصبح مؤمنا وأمسى كافرًا، نعوذ بوجه الله الكريم من ذلك" (٣).


(١) الإيمان لابن تيمية ص ٤٠٩. وانظر أيضًا مجموع الفتاوى ١١/ ١٤٠ - ١٤٣.
(٢) جامع العلوم والحكم ص ٤٢٩، ٤٣٠.
(٣) سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٨٢، ٣٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>