للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الإمام علي بن المديني رحمهُ اللهُ: "السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها أو يؤمن بها لم يكن من أهلها ثم ذكر مجمل اعتقاد السلف" (١).

وصنف الأئمة على هذا المعنى فصار في عرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم أن: "السنة عبارة عما سلم من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وكذلك في مسائل القدر، وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا العلم تصانيف وسموها كتب السنة، وإنما خصوا هذا العلم باسم السنة لأن خطره عظيم، والمخالف فيها على شفا هلكة، وأما السنة الكاملة فهي الطريقة السالمة من الشبهات، والشهوات" (٢).

وحين صنف الأئمة كتبًا باسم السنة فإنهم يريدون بها الكلام في الأسماء والصفات، وأن القرآن كلام الله، والقضاء والقدر، ومسائل الإيمان والكفر، والمسائل المتعلقة بالبرزخ والآخرة، والموقف من الصحابة وولاة الأمور وما شابه ذلك من أبواب العقيدة.

والكتب التي سميت بالسنة كثيرة ألفها الأئمة في بيان عقائد السلف، منها كتاب السنة للإمام أحمد بن حنبل، وكتاب الاعتصام بالسنة للبخاري، والسنة لعبد الله ابن إمام أحمد بن حنبل، والسنة للخلال، والسنة لأبي بكر بن أبي عاصم، والسنة لأبي داود، وابن أبي حاتم، والطبراني، والطلمنكي، والبربهاري، وابن أبي زمنين، وغيرهم.

وبعدما عرفنا مصطلح "السنة" نأتي على أقوال أهل العلم في تعريف "الجماعة".

الجماعة في اللغة: من جمع، يقال: جمع المتفرق، والجماعة ضد الفرقة (٣).


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ١/ ١٨٥، رقم ٣١٨.
(٢) كشف الكربة ص ١٩، ٢٠.
(٣) انظر: لسان العرب مادة (ج م ع)، وانظر: مجموع فتاوى ابن تيمية ٣/ ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>