للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الاصطلاح: ورد لفظ الجماعة في حديث: "يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ إلى النار" (١)، وحديث: "من أحب منكم أن ينزل بحبوحة (٢) الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ... " (٣).

وحديث: "فإنه من فارق الجماعة شبرًا فمات إلا مات ميتة جاهلية" (٤)، وحديث: "كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة" (٥)، وقد اختلف أهل العلم في المراد بالجماعة في هذه الأحاديث ونحوها على أقوال (٦):

الأول: أنها السواد الأعظم من أهل الإسلام، ويدخل فيهم مجتهدو الأمة وعلماؤها وأهل الشريعة العاملون بها ومن سواهم داخلون في حكمهم.

الثاني: أنها جماعة أئمة العلماء المجتهدين، وهو اختيار البخاري رحمهُ اللهُ حيث قال: "هم أهل العلم" (٧)، واختاره الترمذي رحمهُ اللهُ حيث قال: "هم أهل الفقه والعلم والحديث" (٨).

الثالث: أنها جماعة الصحابة على وجه الخصوص. فإنهم الذين أقاموا عماد الدين، وأرسوا أوتاده، وهم الذين لا يجتمعون على ضلالة أصلًا (٩).


(١) أخرجه الترمذي (٢١٦٧).
(٢) بحبوحة الجنة: أي وسطها وخيارها.
(٣) أخرجه الترمذي (٢١٦٥) والإمام أحمد (١٧٧).
(٤) أخرجه البخاري (٧٠٥٤)، ومسلم (١٨٤٩).
(٥) أخرجه أبو داود (٤٥٩٧) والإمام أحمد (١٧٠٦١) وقال ابن تيمية هذا الحديث محفوظ. اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ١١٨.
(٦) انظر: الاعتصام للشاطبي ٢/ ٢٦٠ - ٢٦٥، وانظر: تنبيه أولي الأبصار ٢٦٩.
(٧) انظر: فتح الباري ١٣/ ٣٢٨ كتاب الاعتصام بالسنة باب: وكذلك جعلناكم أمة وسطًا (سورة البقرة: الآية ١٤٣) وما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بلزوم الجماعة وهم أهل العلم.
(٨) سنن الترمذي، كتاب الفتن باب ما جاء في لزوم الجماعة، حديث رقم (٢١٦٧).
(٩) الاعتصام ٢/ ٢٦٢، وانظر: فتح الباري ١٣/ ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>