للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مخالفته للأحاديث المتواترة الناهية عن ذلك - مخالفٌ لإجماع علماء المسلمين، على تحريم اتخاذ المساجد على القبور.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ اللهُ: "فإن بناء المساجد على القبور ليس من دين المسلمين، بل هو منهي عنه بالنصوص الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، واتفاق أئمة الدين" (١).

٢ - شبهة أن قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسجده كما هو مشاهد اليوم فيقال فيه:

أولًا: أن مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يبن على القبور فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي بناه بعدما نبش قبور المشركين وأخبر عنه سبحانه بانه أول مسجد أسس على التقوى.

ثانيًا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يدفن في المسجد كما يفعل هؤلاء القبوريون.

ثالثًا: أن إدخال بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد لم يكن في عهد الصحابة، وإنما أدخل في عهد الوليد بن عبد الملك سنة ٨٨ للهجرة فأدخل في المسجد النبوي حجر أزواجه عليه السلام بما فيها قبره الذي في حجرة عائشة، وقد أنكر عليه العلماء منهم سعيد بن المسيب رحمهُ اللهُ.

وقال الألباني رحمهُ اللهُ: "ولم يكن في المدينة المنورة أحد من الصحابة حينذاك خلافا لما توهم بعضهم" (٢).

وقال أيضًا: "يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما أدخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وأن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته -صلى الله عليه وسلم-؛ فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة؛ لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما


(١) مجموع الفتاوى ٢٧/ ٤٨٨.
(٢) تحذير الساجد ص ٨٥. وانظر الصارم المنكي ١٣٧. وممن ذكر وجود الصحابة آنذاك الإمام النووي رحمهُ اللهُ وقد رد عليه الألباني مبينا عدم ثبوته انظر للاستزادة تحذير الساجد ص ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>