للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نظيره ليس بحجة، فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة؟ وأيضًا فإن تحري الصلاة فيها ذريعة إلى اتخاذها مساجد والتشبه بأهل الكتاب مما نهينا عن التشبه بهم فيه وذلك ذريعة إلى الشرك بالله" (١).

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: "والحق أن عمر رضي الله عنه أراد بالنهي عن تتبع آثار الأنبياء سد الذريعة إلى الشرك، وهو أعلم بهذا الشأن من ابنه -رضي الله عنهما-، وقد أخذ الجمهور بما رآه عمر وليس في قصة عتبان ما يخالف ذلك؛ لأنه في حديث عتبان قد قصد أن يتأسّى به -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، بخلاف آثاره في الطرق ونحوها، فإن التأسي به فيها وتتبعها لذلك غير مشروع، كما دل عليه فعل عمر، وربما أفضى ذلك بمن فعله إلى الغلو والشرك كما فعل أهل الكتاب" (٢).

ومن الآثار المكانية التي يكثر الذهاب إليها موقعة بدر، ومكان شجرة بيعة الرضوان وغار حراء و غار ثور فإن هذا كله لا يشرع تتبعه والتقرب إلى الله بالصلاة فيه، وقد قدمنا أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قطع شجرة الرضوان؛ لأن الناس كانوا يأتون إليها ويصلون عندها.

ومثل ذلك زيارة آثار الأنبياء التي تقام بالشام، مثل مغارة الخليل -عليه السلام-، والآثار الثلاثة التي بجبل قاسيون في غربي الربوة (٣).

وفي حديث: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ... " إلخ الحديث (٤). قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "ويؤخذ من الحديث المنع من تتبع آثار الأنبياء والصالحين كقبورهم ومجالسهم، ومواضع صلاتهم للصلاة، والدعاء عندها، فإن ذلك من


(١) اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٧٣٨، ٧٤٥.
(٢) تعليق سماحته على فتح الباري ١/ ٥٦٩.
(٣) تفسير سورة الإخلاص (١٦٩)، أحكام الجنائز للألباني ص ٢٦٠ رقم ١٥٨.
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>