للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الإمام المقريزي: "واعلم أن أنفس الأعمال وأجلها قدرا توحيد الله تعالى" (١).

ويدخل في فضل التوحيد حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب (٢).

قال الشيخ سليمان بن عبد الله في معرض كلامه عن توحيد الألوهية: "وهذا التوحيد هو أول الدين وآخره، وباطنه وظاهره، وهو أول دعوة الرسل وآخرها، وهو معنى قول: لا إله إلا الله. فإن الإله هو المألوه المعبود بالمحبة، والخشية، والإجلال، والتعظيم، وجميع أنواع العبادة، ولأجل هذا التوحيد خلقت الخليقة، وأرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وبه افترق الناس إلى مؤمنين وكفار، وسعداء أهل الجنة وأشقياء أهل النار. قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)} [البقرة: ٢١] فهذا أول أمر في القرآن. وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٢٣)} [المؤمنون: ٢٣]. وهذا التوحيد هو أول واجب على المكلف، لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشك في الله، كما هي أقوال لمن لم يدر ما بعث الله به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-من معاني الكتاب والحكمة، فهو أول واجب وآخر واجب، وأول ما يدخل به الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" (٣). وقال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول -صلى الله عليه وسلم-" (٤) " (٥).


(١) تجريد التوحيد المفيد للمقريزي ص ٦.
(٢) أخرجه البخاري مختصرًا ومطولًا (٣٤١٠) (٥٧٠٥)، وأخرجه مسلم (٢٢٠). وسيأتي في باب (الرقى).
(٣) أخرجه أبو داود (٣١١٦).
(٤) سبق تخريجه.
(٥) تيسير العزيز الحميد ص ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>