للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإطلاق كما تقول: رجال من حجارة، ورجال من خشب ونحوه" (١)

قال ابن مفلح رحمه الله في الفروع: "لم يبعث إليهم - أي الجن - نبي قبل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - " (٢).

قال الشيخ ابن عثيمين معلقًا على كلام ابن مفلح: "ويشهد له قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة" (٣).

فأما قوله تعالى عن الجن {قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠)} [الأحقاف: ٣٠]. فظاهره أنهم كانوا يتعبَّدون بشريعة موسى، وكذا هو ظاهر حال الجن المسخرين لسليمان أي أن الظاهر أنهم كانوا يتعبدون بشريعة سليمان، وكان يتعبد بشريعة موسى، هكذا قيل إنه ظاهر حالهم وفيه نظر ولكن يكفينا ظاهر الآية.

والجواب: أن الظاهر أنه لم يكلف بالرسالة إليهم، وإن كانوا قد يتعبدون بها - والله أعلم - " (٤).

٤ - أنكر بعض من قصر علمه وقوع المس وصرع الجن مع وجود الأدلة الظاهرة على دخول الجن في الإنس. قال ابن حجر رحمه الله: "ويكون الصرع من الجن، ولا يقع إلا من النفوس الخبيثة منهم إما لاستحسان بعض الصور الإنسية وإما لإيقاع الأذى به والأول هو الذي يثبته الأطباء ويذكرون علاجه، والثاني يجحده كثير منهم وبعضهم يثبته ولا يعرف له علاجا إلا بمقاومة الأرواح الخيرية


(١) طريق الهجرتين ص ٣٩٤، ٣٩٥.
(٢) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٧/ ٢٥٨، وكذا قال القرطبي في التفسير، انظر الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ٢١٧، وانظر طريق الهجرتين لابن القيم ص ٤٢١، ٤٢٢.
(٣) أخرجه البخاري (٣٣٥)، ومسلم (٥٢١).
(٤) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٧/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>