للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلوية لتندفع آثار الأرواح الشرية السفلية وتبطل أفعالها" (١).

ومن الأدلة على وجود الصرع والمس قول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: ٢٧٥].

قال الإمام القرطبي: "في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس" (٢).

وقال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}: يعني بذلك يتخبطه الشيطان في الدنيا فيصرعه من المس يعني من الجنون" (٣).

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية أي: "لا يقومون إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياما منكرًا" (٤).

وقال الألوسي: "إلا قيامًا كقيام المتخبط المصروع في الدنيا، والتخبط تَفَعُّل بمعنى فعل، وأصله ضرب متوال على أنحاء مختلفة ... وقوله تعالى: {مِنَ الْمَسِّ} أي الجنون، يقال مس الرجل فهو ممسوس: إذا جن، وأصله اللمس باليد وسمي به لأن الشيطان قد يمس الرجل وأخلاطه مستعدة للفساد فتفسد ويحدث الجنون" (٥).


(١) الفتح ١٠/ ١١٤.
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٣٠/ ٢٣٠.
(٣) تفسير الطبري ٣/ ١٠١.
(٤) تفسير ابن كثير ١/ ٣٣٤.
(٥) تفسير الألوسي روح المعاني: الآية ٢٧٥ البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>