للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو نقص رزقي أو تسلط العدو علي، أو أشكو إليك فلانًا الذي ظلمني ... فهذا مما علم بالاضطرار من دين الإسلام وبالنقل المتواتر وبإجماع المسلمين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشرع هذا لأمته" (١).

وقال رَحِمَه الله: "وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول ادع لنا ولا اسأل لنا ربك ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين ولا أمر به أحد من الأئمة ولا ورد فيه حديث بل الذي ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر - رضي الله عنه - استسقى بالعباس وقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" فيسقون ولم يجيئوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلين يا رسول الله "ادع الله لنا واستسق لنا ونحن نشكوا إليك مما أصابنا ونحو ذلك لم يفعل ذلك أحد من الصحابة قط بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان" (٢).

وقال أيضًا: "وكان أصحابه يبتلون بأنواع البلاء بعد موته ولم يكن أحد منهم يأتي إلى قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولا قبر الخليل، ولا قبر أحد من الأنبياء فيقول: نشكو إليك جدب الزمان أو قوة العدو أو كثرة الذنوب، ولا يقول: سل الله لنا أو لأمتك أن يرزقهم أو ينصرهم أو يغفر لهم بل هذا وما يشبهه من البدع المحدثة التي لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين، فليست واجبة ولا مستحبة باتفاق أئمة المسلمين. وكل بدعة ليست واجبة ولا مستحبة فهي بدعة سيئة، وهي ضلالة باتفاق المسلمين" (٣).

وقال في الاقتضاء: "فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن الصلاة التي تتضمن الدعاء


(١) القاعدة الجليلة ص ٢٧.
(٢) مجموع الفتاوى ٢٧/ ٧٦ ومثله في مختصر الفتاوى المصرية ص ١٨٨، ١٨٩.
(٣) القاعدة الجليلة ص ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>