للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لله وحده خالصًا عند القبور لئلا يفضي ذلك إلى نوع من الشرك بربهم فكيف إذا وجد ما هو نوع (١) الشرك من الرغبة إليهم سواء طلب منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات أو طلب منهم أن يطلبوا ذلك من الله تعالى" (٢).

وقال أيضًا: "ومن رحمة الله تعالى أن الدعاء المتضمن شركًا كدعاء غيره أن يفعل أو دعائه أن يدعو ونحو ذلك - لا يحصل به غرض صاحبه ولا يورث حصول الغرض إلا في الأمور الحقيرة فأما الأمور العظيمة كإنزال الغيث عند القحوط وكشف العذاب النازل فلا ينفع فيه هذا الشرك ... " (٣).

وقال رَحِمَه الله: "المرتبة الثالثة: أن يسأل صاحب القبر أن يسأل الله له وهذا بدعة باتفاق أئمة المسلمين، وقد أخبر الله عن إخوة يوسف أنهم خرّوا له سجدًا وكذلك سجد له أبواه وهذا السجود ليس مشروعًا لنا فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها" (٤).

قال الشيخ بكر أبو زيد مبيِّنًا الصور الشركية والبدعية للاعتداء في الدعاء: "النوع الثاني: سؤال حيٍّ لميت بأن يدعو الله له، وفي هذا النوع فوعان:

١ - سؤال حي لميت، وهو غائب عن قبره، بأن يدعو الله له.

وهذا النوع لا يختلف المسلمون بأنه شرك أكبر، وأنه من جنس شرك النصارى في مريم وابنها - عليهما السلام - بدعائهما، وأنهما يعلمان ما يفعله العباد حسب مزاعم النصارى.


(١) في ط/ ففي "عين".
(٢) الاقتضاء ٢/ ٧٨٠. وفي ط/ فقي ص ٤٠٦.
(٣) الاقتضاء ٢/ ٧٠٢.
(٤) الرد على البكري لابن تيمية ص ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>