للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يضاف شرعا ولغة إلى الذي جرى على يديه، ويضاف إلى الله تعالى لكونه بتقديره، فأفعال العباد من أكسابهم، ولهذا ترتّبت عليها الأحكام، وفي الابتداء خلق الله. ومنها ما يجري بغير وساطة، فهو منسوب إلى قدرة القادر، وليس للّيل والنهار فعل ولا تأثير لا لغة ولا عقلًا ولا شرعًا، وهو المعنى في هذا الحديث، ويلتحق بذلك ما يجري من الحيوان غير العاقل" (١).

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله: (والحديث صريح في النهي عن سب الدهر مطلقًا، سواء اعتقد أنه فاعل أو لم يعتقد ذلك، كما يقع كثيرًا ممن يعتقد الإسلام.

كقول المعتز:

يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا ... وأنت والد سوء تأكل الولدا

وقول أبي الطيب:

قبحًا لوجهك يا زمان كأنه ... وجه له من كل قبح برقع

وقال الحريري:

ولا تأمن الدهر الخؤون ومكره ... فكم خامل أخنى عليه ونابه

ونحو هذا كثير. وكل هذا داخل في الحديث" (٢).

ومن ذلك أيضًا قول الأعشى بكر:

يا دهر قد أكثرت فجعتنا ... بسراتنا ووقرت في العظم

وسلبتنا ما ليس تعقبنا ... يا دهر ما أنصفتنا في الحكم (٣)


(١) فتح الباري ١٠/ ٥٦٦.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٦١٥، ٦١٦.
(٣) ملحقات ديوان الأعشى ص ٢٥٨، غريب الحديث لأبي عبيد ٢/ ١٤٦. وانظر: المسائل التي خالف فيها الرسول أهل الجاهلية ١/ ٤٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>