للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ (١): الاعْتِزَالُ عَنِ النَّاسِ عِنْدَ تَغَيُّرِ الزَّمَانِ، وَفَسَادِ الأَحْوَالِ مَرْغُوبٌ فِيهِ.

وَفِيهِ فَضْلُ الإِعْلَانِ بِالسُّنَنِ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَهُ بِرَفْعِ صَوْتِهِ بِالنِّدَاءِ لِيَسْمَعَهُ مَنْ بَعُدَ مِنْهُ، فَيَكْثُرَ الشُّهَدَاءُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلَا يَمْتَنِعُ أَنَّ الله يُسْمِعُ الجَمَادَاتِ (٢).

وَفِي قَوْلِ عُمَرَ: (أَذَّنْ أَذَانًا سَمْحًا) (٣) نَهْيٌ عَنِ التَّطْرِيبِ فِي الأَذَانِ.

وَفِيهِ أَنَّ الأَذَانَ لِلْمُنْفَرِدِ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ.

وَمِنْ بَابِ: مَا يُحْقَنُ بالأَذَانِ مِنَ الدِّمَاءِ

* فِيهِ حَدِيثُ أَنَسٍ (٤).

قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ (٥): إِنَّمَا يُحْقَنُ الدَّمُ بِالأَذَانِ لِأَنَّ فِيهِ الشَّهَادَةَ بِالتَّوْحِيدِ


(١) الكلام لابن بطال كما في شرحه على البخاري (٢/ ٢٣٧ - ٢٣٨).
(٢) الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، قال العلامَةُ ابن رجَبٍ الحَنْبَليُّ كما في شرحه "فتح الباري" (٥/ ٢٢٧): "وقدْ أَثْبَتَ ذَلِكَ جُمْهُورُ السَّلَف، سَواءٌ كَانَتْ رَطْبَة أو يَابِسَةً، كما دَلَّ عليه قولُه: ﴿يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ﴾ سورة سبأ (١٠)، وقوله: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ سورة الإسراء، آية: (٤٤) " اهـ.
(٣) علقه البخاري في هذا الباب، وقد وصله ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٢٢٩).
وروي نحوه مرفوعا من حديث ابن عباس، أخرجه الدارقطني في سننه (١/ ٢٣٩)، وفي إسنادهِ: إسحاقُ بنُ أبي يَحْيِي الكَعْبِيُّ، ضعَّفَهُ الدَّارقطني وابن عدي وابن حبان في المجروحين (١/ ١٣٧) وقال: ينفردُ عن الثِّقات بما لَيْس من حَديثِ الأَثْبَات، ويَأْتي عن الأئمَّةِ الْمَرْضِيِّين ما هُو منْ حَدِيث الضُّعَفَاءِ والكَذَّابِين".
قال ابن رَجَبٍ في فتح الباري (٥/ ٢١٨): "إسْنَادُهُ لا يَصِحُّ"، وينظر: تغليق التَّعْليق للحافظ ابن حجر (٢/ ٢٦٥).
(٤) حديث (رقم: ٦١٠).
(٥) من كلام المهلَّبِ بن أبي صُفْرَةَ كما في شرح ابن بطال (٢/ ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>