للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا يُوجَدُ مَوْضِعٌ سِوَاهُ.

وَالجُلُوسُ عَلَى القَبْرِ مَكْرُوهٌ، وَتَأْوِيلُ يَزِيدَ بن ثَابِتٍ بَعِيدٌ، فَإِنَّ الإِحْدَاثَ عَلَى القَبْرِ أَقْبَحُ مِنْ أَنْ يُكْرَهَ، وَإِنَّمَا كُرِهَ الجُلُوسُ الَّذِي هُوَ مُتَعَارَفٌ.

وَمِنْ بَاب: مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ عِنْدَ القَبْرِ

قَوْلُهُ: (يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ) (١)، قَالَ صَاحِبُ الْمُجْمَلِ (٢): النَّكْتُ: أَنْ يَنْكُتَ فِي الشَّيْءِ فَيُؤَثِّرَ فِيهِ بَقَضِيبٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَنَكَتُّ الرَّجُلَ إِذَا أَلْقَيْتُهُ عَلَى رَأْسِهِ فَانْتَكَتَ.

* وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ : (ثُمَّ لأَنْكُتَنَّ بِكَ الْأَرْضَ) (٣)، أَيْ: لأَطْرَحَنَّكَ عَلَى رَأْسِكَ، يُقَالُ: طَعَنَهُ فَنَكَتَهُ إِذَا أَلْقَاهُ عَلَى رَأْسِهِ.

قَالَ الشَّاعِرُ (٤): [مِنَ الْمُنسَرِحِ]

مُنْتَكِتُ الرَّأْسِ فِيهِ [جَائِفَةٌ] (٥) … جَيَّاشَةٌ لَا تَرُدُّهَا الفُتُلُ

وَ (المِخْصَرَةُ) قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (٦): هِيَ مَا اخْتَصَرَهُ الإِنْسَانُ بِيَدِهِ، فَأَمْسَكَهُ مِنْ


(١) حديث (رقم: ١٣٦٢).
(٢) مجمل اللغة لابن فارس (ص: ٧١٢ - ٧١٣).
(٣) أخرجه أبو العَرَب محمَّد بنُ أَحْمَد بن تَمَّام في كتاب المحَنِ له (ص: ٢٧٨ - (٢٧٩)، عن سَهْلِ بن عَبْدِ الله الفريابي عن سُحْنُون عن أَنَسِ بن عِيَاضٍ عن محمَّد بن عَمْرو عن أَبِي سَلَمَة عن أبي هُرَيْرَةَ به.
(٤) البيت ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (١٠/ ٨٣) عن أبي عُبَيْدٍ نَقْلًا عن الإمامِ الأَصْمَعي، وذَكَره مُهْمَلا أبو عبيدٍ الهَروي في كتاب الغريبين (٦/ ١٨٨٣).
(٥) ساقِطَةٌ مِنَ المخْطُوط، والاستدراكُ من مصادر التخريج.
(٦) غريب الحديث لأبي عبيد (٣/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>