للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْ سُورَةِ الزُّمَرِ

* حَدِيثُ ابن مَسْعُودٍ : جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ . وَفِيهِ: (فَضَحِكَ النَّبِيُّ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه، تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ) (١).

ذكَرَهُ الخَطَّابِيُّ (٢)، وَتَكَلَّفَ القَوْلَ فِيهِ، وَأَتَى فِي مَعْنَاهُ بِمَا لَمْ يَأْتِ بِهِ السَّلَفُ، وَسَبِيلُ هَذَا الحَدِيثِ وَأَمْثَالِهِ إِجْرَاؤُهُ عَلَى مَا أَجْرَاهُ السَّلَفُ، وَسَنَذْكُرُ بَعْدَ هَذَا طَرِيقَةَ السَّلَفِ فِي الكَلَامِ عَلَى هَذِهِ الأَحَادِيثِ، مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَى البُخَارِيُّ أَيْضًا فِي سُورَةِ ق: ﴿وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ (٣)، وَمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ ن، فِي قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ (٤)، وَجَمِيعُ مَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ ن (٥).


(١) حديث (رقم: ٤٨١١).
(٢) ينظر: أعلام الحديث للخطابي (٣/ ١٨٩٨ إلى: ١٩٠٢).
(٣) سورة ق، الآية: (٣٠)، وينظرُ كلامُ الخَطَّابي في تفسيرها في أعلام الحديث (٣/ ١٩٠٥ إلى ١٩١١).
(٤) سورة ن، الآية (٤٢).
(٥) ينظر كلام الخطابي في تفسيرها في أعلام الحديث (٣/ ١٩٣٠) فَمَا بَعْدَها.
وَمُرَادُ الشَّارح قِوام السُّنَّة بهذا الكلام الرَّدُّ على مَنْ يُنكرُ الصَّفات الخَبرِيَّةِ الَّتِي وَصَفَ اللهُ بها نَفسَه، أو وَصَفهُ بها النَّبِيُّ بها في الأخبارِ الصَّحِيحة، إِذْ مذهبُ السَّلَف: الإيمانُ بما دَلَّت عَليهِ مِنَ المعَاني، وإِمْرَارُها كما جَاءَت دُون التَّعرُّض لَهَا بشيءٍ مِنَ التَّأْوِيلِ أَوِ التَّمْشِيلِ، أو التَّحريف أو التعَّطِيل.
وينظر: السُّنَّة لعبد الله بن أحمد (١/ ٢٦٤) فما بعدها، كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب لابن خزيمة (١/ ١٧٤ فما بعدها)، والصِّفَات للدَّارقطني (ص: ٣٩ - ٤٠ - ٤١)، وشرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة للالكائي (٣/ ٤٦٦) فما بعدها، والحُجَّة في بَيَان المحَجَّة للشَّارح قِوام السُّنَّة التيمي (١/ ١٠١ - ١٠٢) فمَا بَعْدَها.

<<  <  ج: ص:  >  >>